"إنه لأمر محزن أن تضطر إلى تركهم هناك، كان هناك الكثير من الدموع عندما قالوا وداعا.. شعرت بالكثير من الأشياء في نفس الوقت، كنت حزينا عليهم وفي نفس الوقت مرتاحا لنفسي وسعيدا للحيوانات"، هذا الكلام هو للبريطاني بول بن فارثينغ، الذي قام بإجلاء ما يقارب 200 كلب وقط من أفغانستان ونقلهم الى لندن، لكنه ترك خلفه المتعاونين معه من الأفغان.
فارثينغ، الجندي السابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية، وفي لقاء مع صحيفة "لوفيغارو"الفرنسية، ذكر أنه استطاع جمع الأموال الضرورية لاستئجار طائرة خاصة لإجلاء كل حيواناته من مأوى "نوزاد" الذي أسسه في كابل.
اللافت هو ما كشف عنه فارثينغ في حديث لصحيفة "ذي صن" البريطانية، عندم تحدث عن رحلته إلى المطار وكيف ساعده عناصر طالبان على الوصول إلى الطائرة مع حيواناته.
صحيفة "لوفيغارو"، نقلت في هذا الصدد عن عضو في مجلس العموم البريطاني، قوله: "العديد من عائلات المترجمين الأفغان الذين كنت على اتصال بهم لم يتم إجلاؤهم بسببه (فارثينغ).. فالجهد الذي أضاعه الجنود البريطانيون في إدارة إجلاء الحيوانات كان مكلفا للغاية، سواء من ناحية الطاقة البشرية أو الخدمات اللوجستية".
تصرف البريطاني فارثينغ، لا يصدر عن انسان سوي، فحالة فارثينغ هي حالة مرضية، لا انها ليست محصورة به فقط، فهذه الحالة تعود جذورها الى الثقافة الغربية، المبنية على فكرة تفوق الجنس الابيض، وهي فكرة اجتثت كل المشاعر الانسانية من داخل الانسان الغربي، ازاء الآخر، العرقي اوالديني. ولما كانت الفكرة تتعارض مع الفطرة الانسانية، راينا كيف تقلصت مساحة المشاعر الانسانية لدى الانسان الغربي، حتى انفصل عن مواطنيه وتقوقع على نفسه ، وبات يفضل الحيوان على اخية الانسان، وهو ما فعله فارثينغ، وقبله الجنود الامريكيين مع الافغان، حتى الذين تعاونوا معهم على مدى عشرين عاما.
قبح وبشاعة الرؤية الغربية للاخر، والمستمدة من الثقافة الغربية، تجلت بأفظع صورها في الايام القليلة الماضية في افغانستان، خلال الهروب الفوضوي للجنود الامريكيين والغربيين من افغانستان، وهي رؤية اراد الغرب تعميمها على الشعب الافغاني، بالتواطؤ مع بعض الافغان، الذين صدقوا اكذوبة "الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان" الغربية، فروجوا لها في بلادهم، الا ن الغربيين المتخمين انسانية!، فضلوا عليهم عليهم الكلاب والقطط.
LINK: https://www.ansarpress.com/english/23765
TAGS: